رغم أن بريطانيا هي المتصدر دائماً لجميع مشاهد الأحداث التي قلبت موازين العالم في العصر الحديث, تبقى الثورة الفرنسية هي أهم حدث أثر في تاريخ البشرية في العصر الحديث و يمكنها المنافسة على أنها أكثر حدث سياسي مؤثر في تاريخ البشرية, بعيداً عن نتاج تلك الثورة التي أصبحت مركز إشعاع لجميع الأفكار التي نعرفها حالياً بجميع توجهاتها من الشيوعية لليبرالية للأناركية و صعود الماسونية و قفزة هامة في مستقبل الصهيونية, كان لروتشيلد ايضاً دور هام في حسم نتاج تلك الثورة و تأثيره على أوروبا.
تلى تلك الثورة التي لم يشهد العالم مثلها من قبل و التي أستمرت ل10 سنوات تقريباً من 1789 حتى 1799, صعود نابليون و الذي بدأ مع صعوده فترة تخبط عسكري شديد على مستوى العالم, عُرفت تلك الحقبة الطويلة من الحروب و المعارك باسم “الحروب النابليونية” و التي بدأت عام 1803 و أستمرت حتى عام 1815 تقريباً.
كانت بداية تلك الحروب تسير في صف أصحاب البنوك و التمويل و بالطبع روتشيلد نفسه, مع إستمرار الحروب و إقتراض الدول من أجل تمويلها و صناعة السلاح و السفن و شرائها, و لكن بحلول عام 1813 بدأت تلك الحروب تعصف برجال المال ايضاً و أصبح نابليون خارج عن السيطرة, مما أصبح تهديد ل “ناثان روتشيلد” (ثاني أهم شخصية في العائلة بعد المؤسس أمشيل).
رغم أن ناثان لم يكن الابن الأكبر لأمشيل و لكنه كان أثرى و أذكى شخصية بينهم, و أصبح فعلياً أثرى رجل في العالم بعد وفاة والده, و مع إستمرار خطر نابليون على ثروة و حركة المال لناثان دفع عام 1813 أكثر مما يُعادل 1 مليار دولار أمريكي بعهدنا هذا لإنجلترا لكي تتمكن من إسقاط نابليون و نجحت بريطانيا في ذلك عام 1815.
كانت نقطة السقوط لنابليون هي معركة واترلو التي كانت بريطانيا ضمن 6 دول/ممالك تحالفت ضد نابليون بدعم روتشيلد, و لكن هل خسر بذلك ناثان المال بدفعه مبلغ ضخم بهذا الشكل لبريطانيا؟
الإجابة, لا بل حصد ناثان فعلياً أكثر مما دفع لبريطانيا بسقوط نابليون و ليس على مدار سنوات أو عقود بل في بضعة أشهر فقط بخدعة تاريخية!
كيف حدث ذلك؟ تابع الجزء التالي.
الجزء الثالث: روتشيلد ضد نابليون!
https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
معلومة P.O.I 
One thought on “الجزء الثاني: كيف بدأ روتشيلد يتحكم في العالم!”